الأحد الأول من شهر توت : أعظم ميلاد هو ميلادنا الجديد من فوق لملكوت سماوي.

الأحد الأول من شهر توت : أعظم ميلاد هو ميلادنا الجديد من فوق لملكوت سماوي.
قراءات الفصل الأول بمنهجيه تدور حول تدبير الخلاص في سر التجسد الإلهي. لذلك قراءات الأحد الأول تبدأ بتعريفنا لمعنى الخلاص وتدعونا إليه.
مزمور عشية، "سمع الرب فرحمني، الرب صار لي عوناً." (10:30). يعتمد الخلاص علي رحمة الرب الذي سمع أنين الإنسان تحت آلام الفساد فصار عونا. والإنجيل يقارن بين ميلاد يوحنا المعمدان وميلادنا الجديد (إنجيل متى)، "الحق أقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه. ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السماوات يغصب والغاصبون يختطفونه" (مت 11:11-12). هكذا يعلن المنهج عن عِظَم دعوتنا للخلاص، كما يُوضِّح دور الإنسان في الجهاد، "ملكوت السماوات يغصب والغاصبون يختطفونه".
وفي قراءات باكر يُكمِّل الفكرة من نفس المزمور، "عليك يا رب توكلت فلا تُخزِني إلى الأبد". فاستجابة الإنسان لرحمة الله في أن يتوكل عليه. أما الإنجيل من متَّى فهو عن معمودية يوحنا التي بالتوبة أعدَّت للخلاص الآتي بالمسيح يسوع.
البولس يعلن الخلاص بالمسيح، "وتفاضلت نعمة ربنا جدا مع الإيمان والمحبة التي في المسيح يسوع. صادقة هي الكلمة ومُستحِقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلِّص الخطاة الذين أولهم أنا. لكنني لهذا رُحِمت ليظهر يسوع المسيح فيَّ أنا أولا كل أناة مثالا للعتيدين أن يؤمنوا به للحياة الأبدية" (1: 14-16).

دور الكاثوليكون هو التطبيق العملي. "ولكن من اطلع على الناموس الكامل ناموس الحرية وثبت وصار ليس سامعا ناسيا بل عاملا بالكلمة فهذا يكون مغبوطا في عمله...الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقاتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم". (يع 1: 25، 27)

الإبركسيس يعلن بشارة الخلاص بالكلمة، "أيها الرجال الاخوة بني جنس إبراهيم والذين بينكم يتقون الله إليكم أرسلت كلمة هذا الخلاص...ونحن نبشركم بالموعد الذي صار لآبائنا." (2: 26، 32) كلمة الخلاص أرسلت للعالم في المسيح الكلمة.

المزمور:    "ما أعظم كثرة صلاحك يا رب، الذي ادخرته للذين يخافونك". فالصلاح هو عمل الله فينا وهذا هو بر العهد الجديد.

الإنجيل:    "لأني أقول لكم انه بين المولودين من النساء ليس نبي أعظم من يوحنا المعمدان ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه وجميع الشعب إذ سمعوا والعشارون برروا الله معتمدين بمعمودية يوحنا." يُفاضِل السيد المسيح بين الأصغر في ملكوت السماوات وبين أعظم مواليد النساء، ليوضِّح عِظَم ميلادنا الجديد. القراءات تدور حول معمودية يوحنا والخلاص واغتصاب الملكوت. تُقَدِم الكنيسة ميلاد يوحنا المعمدان في الأحد الرابع من شهر كيهك أي الأحد الأخير من الفصل الأول. وبذلك فالفصل الأول كله يدور حول ميلادنا الجديد الذي تُقَدِمه الكنيسة في ميلاد المسيح، ويختتم الفصل بيوم 30 كيهك (8 يناير)، لتلخص المفهوم اللاهوتي لميلادنا الجديد.